Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
مدونة الأمل في أجيال الغد
3 juin 2011

الحمّار الذي صار خليفة

هذه القصة حدثت تفاصيلها في الأندلس في الدولة الأموية
يرويها لنا التاريخ . وهي تحكي عن ثلاثة من الشباب كانوا يعملون
حمّارين – يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت
على الحمير – وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق
تناولوا طعام العشاء وجلس الثلاثة يتسامرون فقال أحدهم واسمه " محمد " :
افترضا أني خليفة ماذا تتمنيان ؟
فقالا : يا محمد إن هذاغير ممكن .
فقال : افترضا جدلاً أني خليفة .
فقال أحدهما : هذا محال ؟
وقال الآخر : يا محمد أنت تصلح حمّارا أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً .
قال محمد : قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة ، وهام محمد في أحلام اليقظة .
وتخيل نفسه على عرش الخلافة.. وقال لأحدهما : ماذا تتمنى أيها الرجل ؟
فقال : أريد حدائق غنّاء .
وماذا بعد ؟
قال الرجل : إسطبلاً من الخيل .
وماذا بعد ؟
قال الرجل : أريد مائة جارية .
وماذا بعد أيها الرجل؟ .
قال: مائة ألف دينار ذهب .
ثم ماذا بعد ؟
يكفي ذلك يا أمير المؤمنين .
كل ذلك و محمد ابن أبي عامر يسبح في خياله الطموح ويرى نفسه
على عرش الخلافة ، ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة ويشعر
بمشاعر السعادة وهو يعطي بعد أن كان يأخذ ، وهو ينفق بعد أن كان يطلب
وهو يأمر بعد أن كان ينفذ .. وبينما هو كذلك التفت إلى صاحبه الآخر وقال :
ماذا تريد أيها الرجل؟ .
فقال : يا محمد إنما أنت حمّار ، والحمار لا يصلح أن يكون خليفة !!
فقال محمد: يا أخي افترض جدلاً أنني الخليفة ماذا تتمنى؟
فقال الرجل: أن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة.
فقالمحمد: دعني من هذا كله ماذا تتمنى أيها الرجل؟ .
فقال الرجل : اسمع يا محمد إذا أصبحت خليفة فاجعلني على حمار
ووجه وجهي إلى الوراء واؤمر مناديا يمشي معي في أزقة المدينة ويُنادي
أيها الناس ! أيها الناس ! هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن .
وانتهى الحوار ونام الجميع ومع بزوغ الفجر استيقظ محمد وصلى صلاة الفجر
وجلس يفكر .. صحيح الذي يعمل حماراً لن يصل إلى الخلافة، الشخص الذي يستمر
دون تطوير لمهاراته بلا تحديد لأهدافه وطموحاته لن يتقدم بل يتقادم .
فكر محمد كثيرا ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود.
توصل محمد إلى قناعة رائعة جداً وهي تحديد الخطوة الأولى
حيث قرر أنه يجب بيع الحمار . وفعلاً باع الحمار .

أخي الكريم .. أختي الكريمة ..
هل تعلم ما هوالحمار الذي يجب أن نبيعه جميعاً ؟
هي تلك القناعات التي يحملها الكثير مثل – لا أستطيع – لا أصلح – لست أهلاً .
كأن يقول لنفسه أنا سيء . أنا لا أنفع في شيء ، وأن تستبدلها بقولنا
أنا أستطيع بإذن الله ، يمكن أن أقدم خيراً ، يمكنني أن أساهم في بناء المجتمع .
وانطلق ابن أبي عامر بكل إصرار وجد . يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف .
وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط – تخيلوا .. الجهد
الذي كان يبذله محمد وهو حمار أصبح يبذله في عمله الجديد .
أعجب به الرؤساء والزملاء والناس وترقى في عمله حتى أصبح رئيساً
لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس .

ثم يموت الخليفة الأموي ويتولى الخلافة بعده ابنه هشام المؤيد بالله وعمره
في ذلك الوقت عشر سنوات ، وهل يمكن لهذا الطفل الصغير إدارة شؤون الدولة؟
وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً
من بني أمية فيأخذ الملك منه .. فقرروا أن يكون مجموعة من الأوصياء
من غير بني أمية ، وتم الاختيار على محمد ابن أبي عامر
وابن أبي غالب والمصحفي . وكان محمد ابن أبي عامر مقربا إلى
صبح أم الخليفة واستطاع أن يمتلك ثقتها ووشى بالمصحفي عندها
وأزيل المصحفي من الوصاية وزوج محمد ابنه بابنة ابن أبي غالب ثم أصبح
بعد ذلك هو الوصي الوحيد ثم اتخذ مجموعة من القرارات
فقرر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه ، وقرر انتقال شؤون الحكم إلى قصره
وجيش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده وحقق
من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس .
حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية
وسميت بالدولة العامرية .

هكذا صنع الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر ، واستطاع بتوكله على الله
واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه .
القصة لم تنته بعد ففي يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة
من بيع الحمار ..والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء
والأمراء والعلماء .. تذكر صاحبيه الحمارين فأرسل أحد الجند وقال له :
اذهب إلى مكان كذا.. فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فائت بهما .
ووصل الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة
وفي نفس المكان ... العمل هو هو .. المقر هو هو .. المهارات هي هي ..
بنفس عقلية الحمّار منذ ثلاثين سنة .

قال الجندي : إن أمير المؤمنين يطلبكما .
أمير المؤمنين؟ إننا لم نذنب . لم نفعل شيئاً .. ماجرمنا؟ .
قال الجندي : أمرني أن آتي بكما . ووصلوا إلى القصر..
دخلا القصر ونظرا إلى الخليفة .
قالا باستغراب : إنه صاحبنا محمد .
قال الحاجب المنصور : أعرفتماني ؟
قالا : نعم يا أمير المؤمنين ، ولكن نخشى أنك لم تعرفنا !
قال : بل عرفتكما ثم نظر إلى الحاشية وقال :
كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة وكنا نعمل حمارين
وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر فقلت لهما: إذا كنت خليفة فماذا تتمنيان ؟
فتمنيا ... ثم التفت إلى أحدهما وقال : ماذا تمنيت يا فلان ؟
قال الرجل : حدائق غنّاء .
فقال الخليفة : لك حديقة كذا وكذا . وماذا بعد؟
قال الرجل : اسطبلا من الخيل .
قال الخليفة : لك ذلك وماذا بعد ؟
قال : مائة جارية .
قال الخليفة : لك مائة من الجواري ثم ماذا ؟
قال الرجل : مائة ألف دينار ذهب .
قال : هو لك وماذا بعد ؟
قال الرجل : كفى يا أمير المؤمنين .
قال الحاجب المنصور : ولك راتب مقطوع - يعني بدون عمل – وتدخل عليّ بغير حجاب .
ثم التفت إلى الآخر وقال له : ماذا تمنيت ؟
قال الرجل : أعفني يا أميرالمؤمنين .
قال : لا و الله حتى تخبرهم .
قال الرجل : الصحبة يا أميرالمؤمنين .
قال : حتى تخبرهم .
فقال الرجل : قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار
واجعل وجهي إلى الوراء واؤمر مناديا يُنادي في الناس: أيها الناس
هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن .
قال الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر : افعلوا به ما تمنى
حتى يعلم " أن الله على كل شيء قدير " .


Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité
مدونة الأمل في أجيال الغد
  • مواضيع منوعة، امتحانات الثالثة إعدادي، امتحانات السادس ابتدائي، تنمية و تطوير الذات و أناشيد مختلفة للأطفال
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
Derniers commentaires
Newsletter
Publicité